بعد وفاة 7 أطفال رضع، المنظمة الدولية للهجرة: الوفيات في غزة بسبب الشتاء يمكن تفاديها

كتب بواسطه : احمد عبد الغفور
وفي بيان صدر اليوم الجمعة، قالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب إن عددا من الأشخاص يتعرضون للخطر، بما في ذلك سبعة أطفال رضع على الأقل لقوا حتفهم بسبب انخفاض حرارة أجسامها، “وهذه الوفيات المأساوية تؤكد الحاجة الملحة لوصول سكان غزة إلى المأوى وغيره من المساعدات على الفور”.
وقد غمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات مواقع النزوح والملاجئ المؤقتة في أنحاء قطاع غزة، مما عرض الأسر لظروف قاسية فيما تكافح لإصلاح الخيام التالفة بعد أشهر من الاستخدام. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن القيود المنهجية المفروضة على الوصول أعاقت بشدة توصيل المساعدات، حيث لم يتلق سوى 285 ألف شخص دعم المأوى منذ أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقدرت مجموعة المأوى – وهي مجموعة تنسيقية للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية – أنه حتى منتصف الشهر الماضي، لا يزال ما لا يقل عن 945 ألفا من سكان غزة في حاجة ماسة إلى مساعدات لمواجهة فصل الشتاء، بما في ذلك الملابس الحرارية والبطانيات والأقمشة المشمعة لعزل الملاجئ عن المطر والبرد.
وشددت المنظمة الدولية للهجرة على أن الوفيات بسبب الشتاء يمكن تفاديها. وقالت إنها سلمت ما يقرب من 180 ألف عنصر من عناصر المأوى الطارئ للشركاء داخل غزة منذ منتصف تشرين الأول/نوفمبر ولديها أكثر من 1.5 مليون وحدة من الإمدادات الشتوية الأخرى – بما في ذلك مجموعات العزل والخيام ومجموعات الفراش – جاهزة في المستودعات ونقاط الدخول، “لكن القيود الشديدة على الوصول تمنعها من الوصول إلى المحتاجين”.
وكررت المنظمة دعوتها العاجلة لوقف إطلاق النار لتمكين التسليم الآمن والفوري للمساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها. كما جددت دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، والإفراج عن جميع الرهائن والسماح بالوصول الإنساني الآمن والسريع وغير المعوق والمستدام.
وقالت الوكالة الأممية في بيانها: “إن سكان غزة يستحقون الأمان والمأوى والكرامة. تقف المنظمة الدولية للهجرة على أهبة الاستعداد لحشد المساعدات ودعم المجتمعات النازحة، ولكن يجب إتاحة الوصول الإنساني لجعل هذا ممكنا”.
وردا على أسئلة الصحافيين في نيويورك، أكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الأونروا “هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية، ونحن نعتقد أنها لا يمكن استبدالها”. وأضاف: “انهيار عملياتها في حال سريان هذا التشريع سيؤدي إلى معاناة هائلة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من صعوبات بالغة”.
وذكر السيد حق أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أوضح بشكل جلي أنه إذا كانت الأونروا غير قادرة على القيام بالمهام الموكلة إليها، فإن “إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال ستضطر إلى تحمل هذه المسؤوليات” بموجب القانون الدولي.
“الوقت ينفد”
وفي هذه الأثناء، “الوقت ينفد بسرعة نحو تنفيذ مشروع قانون الكنيست،” الذي من المقرر أن يحظر عمل وكالة الأونـروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، حسب ما كتبه المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في منشور اليوم على منصة إكس.
أشار السيد لازاريني إلى أن مشروع القانون سيدخل حيز التنفيذ خلال أقل من أربعة أسابيع، مشددا على أنه جزء “من جهود أوسع لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية”.
وقال إن الأونروا ملتزمة بالبقاء وتقديم الخدمات، مؤكدا أنها كانت بمثابة شريان حياة لمليوني شخص منذ اندلاع الحرب في غزة قبل ما يقرب من 16 شهرا، حيث إن الخدمات الصحية التابعة للوكالة قدمت 6.7 مليون استشارة طبية – بمعدل أكثر من 1600 استشارة يوميا – بينما تلقى 730 ألف شخص الدعم النفسي والاجتماعي.
وقال إن مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يعيشون في ملاجئ الأونروا في غزة اليوم، وتلقى ما يقرب من مليوني شخص مساعدات غذائية من الوكالة. كما أشار إلى حملة التطعيم التي نفذتها الوكالة وشركاؤها، والتي تم فيها تطعيم 560 ألف طفل تحت سن العاشرة ضد شلل الأطفال.
وفيما يخص التعليم، قال إن فرق الأونروا وصلت إلى 18 ألف طفل من خلال أنشطة تعليمية منذ الصيف، وأكد أن إعادة الأطفال إلى بيئة تعليمية، “بدلا من إبقائهم بين الأنقاض، يجب أن تكون على رأس أولوياتنا،” حيث كانت الوكالة توفر التعليم لأكثر من 300 ألف طفل في القطاع قبل الحرب.
أما بالنسبة للضفة الغربية المحتلة، قال السيد لازاريني إن أكثر من 50 ألف فتاة وفتى مسجلون في مدارس الأونروا، وتوفر الوكالة الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية لنصف مليون لاجئ فلسطيني.
وقال: “لا توجد وكالة أممية أخرى تقوم بمثل هذا العمل. لا يمكن استبدال الأونروا إلا من خلال دولة فلسطينية فاعلة تعالج محنة اللاجئين الفلسطينيين. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الإرادة السياسية والدبلوماسية. لقد حان الوقت لتغيير المسار وتحديد الأولويات والعمل من أجل السلام”.