بأمل حذر، بيدرسون يتطلع إلى فتح فصل من السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين

كتب بواسطه : احمد عبد الغفور
وفيما تشهد البلاد “لحظة فاصلة” في تاريخها، أعرب السيد بيدرسون مجددا عن أعمق تضامنه مع كل من تحملوا “وطأة الموت والدمار والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى.”
جاء بيان المبعوث الخاص بعد ورود أنباء عن سقوط العاصمة دمشق فجر اليوم في يد المعارضة السورية – بعد أن اجتاحت مساحات واسعة من البلاد في غضون أيام – وتقارير إخبارية عن تخلي الرئيس بشار الأسد عن مهامه وخروجه من البلاد.
وأكد المبعوث الأممي أن هذه اللحظة تجدد تطلع النازحين للعودة إلى ديارهم التي فقدوها، وتمثل بداية لم شمل العائلات التي فرقتها الحرب. وقال: “بالنسبة لأولئك المعتقلين ظلما، وأسر المعتقلين والمفقودين، فإن فتح أبواب السجن يذكرنا بمدى إنفاذ العدالة في نهاية المطاف.”
وفيما حذر السيد بيدرسون من أنه لا تزال هناك تحديات هائلة – “ونحن نسمع من ينتابه القلق والتوجس” – إلا أنه شدد على أن هذه “لحظة لاحتضان إمكانية التجديد”، ومؤكدا أن صمود الشعب السوري يقدم مسارا “نحو سوريا موحدة وسلمية.”
ولتحقيق هذه الغاية، أكد المبعوث الخاص على الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية مستقرة وشاملة، واستمرار المؤسسات السورية في العمل، “وتمكين الشعب السوري من البدء في رسم الطريق لتلبية تطلعاته المشروعة، واستعادة سوريا الموحدة لسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، بطريقة يمكن أن تحظى بدعم وانخراط المجتمع الدولي بأكمله.”
وقال إن العديد من السوريين، بما في ذلك المجموعات المسلحة والمجتمع المدني، عبروا له وفي تصريحات عامة عن رغبتهم في حماية إخوانهم السوريين ومؤسسات الدولة في المستقبل ضد الانتقام والأذى. وفي هذا السياق وجه نداء “واضحا لا لبس فيه” إلى جميع الجهات المسلحة على الأرض “للحفاظ على حسن السلوك والقانون والنظام وحماية المدنيين والحفاظ على المؤسسات العامة.”
وحث السيد بيدرسون جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم إلى إعادة بناء مجتمعهم. وأكد على ضرورة أن يكون هناك جهد جماعي لضمان السلام والكرامة للجميع، مجددا استعداده لدعم الشعب السوري “في مشواره نحو مستقبل مستقر يشمل الجميع ويقرره ويشكله الشعب السوري.”
وقال: “فلنكرم ذكرى أولئك الذين عانوا لعقود من الزمن من خلال الالتزام بمساعدة السوريين في بناء سوريا حيث العدالة والحرية والازدهار حقائق مشتركة. فلنقف متضامنين مع السوريين لمساعدتهم على ضمان أن يكون هذا الفصل الجديد فصل أمل وفرصة لكل سوري.”