إعادة بناء القطاع الزراعي في غزة: رحلة طويلة نحو التعافي واستعادة الأمل

كتب بواسطه : احمد عبد الغفور

تشكل الأراضي الزراعية حوالي 41% من إجمالي مساحة غزة – وهي مساحة صغيرة نسبيا، ولكنها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للاقتصاد المحلي. يعتمد سكان غزة على هذه الأراضي لإنتاج الغذاء الأساسي، مثل الخضراوات والفواكه، كما يتم تصدير بعض المنتجات الزراعية إلى الأسواق الإقليمية، مما يوفر دخلا إضافيا للمزارعين ويدعم الاقتصاد المحلي.

مراسلنا في غزة التقى باثنين من المزارعين في رفح جنوبي القطاع، حيث سلطا الضوء على الدمار الذي لحق بمزرعتيهما. 

“جرفوا الأرض ولم يتركوا شيئا”

وصف المزارع حسن العرجان الدمار الذي لحق بمزرعته خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا فقال:

“لقد دمروا الزراعة. هذه المحاصيل، كما ترون، باهظة الثمن. كنا نغطي السوق بالخضروات مثل الطماطم والخيار. ولكن فجأة، جاءوا ودمروا كل شيء. كما ترون، جاءت الدبابات والجرافات ودمرت كل الأراضي الزراعية. ما الضرر الذي تسببت به هذه المحاصيل، مثل الطماطم وأشجار النخيل؟ قاموا باقتلاع أشجار النخيل كلها لأنهم لا يريدون أن يأكل الناس”.

المزارع حسن العرجان يصف لمراسلنا في غزة حجم الدمار الذي لحق بمزرعته في رفح.

المزارع حسن العرجان يصف لمراسلنا في غزة حجم الدمار الذي لحق بمزرعته في رفح.

وتابع العرجان قائلا: “قاموا باقتلاع غواطس المياه والأشجار وجرفوا الأرض والبيوت البلاستيكية والشوارع ولم يتركوا شيئا. لم نتمكن حتى من الفرار لأنهم سووا كل شيء بالأرض. إنهم يريدون قتلنا. وكما ترون، نحن مدنيون لا علاقة لنا بأي شيء”.

أما المزارع غالب أبو محسن فقال: “لدي عشرة دونمات من الأرض، كانت مزروعة بالخيار والطماطم، والآن كما ترون، اختفت كل الدونمات العشرة بسبب التجريف، كنا نحصد الطماطم والخيار والبطيخ، والآن لم يبق شيء. عائلتي مكونة من عشرة أفراد، والآن لم يتبق لنا شيء”.

المزارع غالب أبو محسن يتحدث عن الدمار الدمار الذي لحق بمزرعته في رفح من جراء الحرب في القطاع.

المزارع غالب أبو محسن يتحدث عن الدمار الدمار الذي لحق بمزرعته في رفح من جراء الحرب في القطاع.

إطلاق النار فرصة حاسمة

وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن وقف إطلاق النار يمثل فرصة حاسمة لمعالجة أزمة الغذاء الكارثية من خلال تمكين تسليم المساعدات الطارئة وبدء جهود التعافي المبكر. وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة بسبب انهيار الإنتاج الزراعي.

وقالت نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول إن هذه “مجرد بداية لرحلة طويلة للتعافي من الدمار”، مضيفة أن السلام المستدام والوصول سيكونان ضروريين لتلبية الاحتياجات الهائلة “وضمان عدم ترك أي شخص في غزة خلف الركب”.

ألحقت الحرب في قطاع غزة أضرارا بالغة بالأراضي الزراعية.

ألحقت الحرب في قطاع غزة أضرارا بالغة بالأراضي الزراعية.

دعم الحق في الغذاء

وأكدت بيكدول التزام منظمة الفاو بضمان الأمن الغذائي في القطاع على المدى الطويل، مضيفة أن جهود المنظمة للتعافي ستعطي الأولوية في الوقت الحالي لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية الغذائية، مثل البيوت الزجاجية والآبار وأنظمة الطاقة الشمسية، وتوسيع نطاق تسليم المدخلات الزراعية الحيوية لاستعادة الإنتاج الغذائي المحلي.

وتابعت المسؤولة الأممية قائلة: تمثل هذه الإجراءات التكميلية لتعزيز القدرة على الصمود جسرا بين الأنشطة قصيرة الأجل وتدخلات التنمية طويلة الأجل لمساعدة المجتمعات على إعادة البناء والتعافي من الأزمات واستعادة الأمل ودعم الحق في الغذاء”.

وأكدت بيكدول على ضرورة أن تكون الزراعة في صميم جهود الطوارئ والتعافي، مشددة على أن العمل الفوري يجب أن يجمع بين الإغاثة الطارئة – الغذاء والمياه والمساعدات الطبية – واستعادة الإنتاج الغذائي المحلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى